4 عيوب للاستثمارفي العقارات الفاخرة


4 عيوب للاستثمار في العقارات الفاخرة

4 عيوب للاستثمار في العقارات الفاخرة

عندما انهار الاتحاد السوفيتي تدفقت أموال أثرياء الروس لشراء العقارات في دبي ولندن واسطنبول وغيرها من المدن.. وعندما سقط الفكر الشيوعي من عقول الصينيين وانفجرت الرأسمالية من تحت أقدامهم، تحولت الصين إلى مصدر للثروات ومصنع للأثرياء، الذين أدركوا أن توزيع ثرواتهم جغرافيا يشكل حجر اساس في الفكر الاستثماري، فتقاطروا لشراء العقارات ونافسوا غيرهم واستطاعوا خلال السنوات العشر الأخيرة أن يتصدروا قوائم الدول الأكثر استثماراً في العقار الدولي. ومثلما تسببت الثورة الاقتصادية في الصين أو الثورة السياسية في الاتحاد السوفيتي السابق في خلق سوق جديد من الأثرياء الذين يمتلكون العقارات الفارهة حول العالم، كنا نحن في الخليج سباقين نحو هذا السوق. وجاء الإماراتيون في المركز الأول عالميا كأكبر مشتر للعقار في باريس من خارج فرنسا، وذلك وفقاً لدراسة حديثة ترصد جنسيات مشتري العقار في بعض دول العالم. وجاء السعوديون في المركز الثاني كأكبر مشتر للعقار في ميونخ من خارج ألمانيا. والكويتيون في المركز الثالث للعقارات التركية.

اهتمام الأثرياء بالعقارات الفاخرة

يسعى أثرياء العالم إلى اقتناء السيارات الفاخرة والساعات الثمينة واللوحات الأنتيك. وتأتي على رأس مقتنياتهم العقارات الفاخرة كعقارات الحي الخامس في نيويورك أو منطقة المريلبون في لندن. ولا تقتصر العقارات الفارهة على العواصم أو المدن الكبيرة، بل إن شاليها خشبيا على سفوح جبال الألب، أو مبنى حجرياً قديماً في سهول الريف الإيطالي، أو شقة فسيحة بإطلالة مباشرة على الريفيرا الفرنسية، لا تقل سعرا عما سبقها.
ولكن هل شراء العقارات الفاخرة مجد استثماريا مقارنة بالعقارات العامة في ذات المدينة؟ نعم، العقارات الفاخرة تتمتع بموقع جميل ومحاطة بكل وسائل الراحة والأمان، كما أن ملاكها يستمتعون بمساحات شاسعة وإطلالات أجمل وخدمات أفضل، ولكن لو تركنا الأمور العاطفية والشخصية جانباً، فسنجد أن العقارات الفاخرة ليست خيارا استثماريا من الطراز الأول، وأنها لا تخلو من العيوب التي قد تجعل خيار الاستثمار في العقارات العادية أفضل منها أحياناً. ومن أهم تلك العيوب الأربعة التالية:

1 – رسوم التسجيل العقاري

المتأمل بعناية سيجد أن العقارات الفاخرة أصبحت أسيرة لجمالها وأهمية موقعها.. فالحكومات الأوروبية تترصد تلك العقارات وملاكها، وتطالبهم بدفع ضرائب عالية مقارنة بضرائب الشقق أو المنازل العادية. على سبيل المثال، فإن رسوم التسجيل العقاري لشقة بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني في وسط لندن هي 1.3 مليون جنيه إسترليني، في حين أن رسوم التسجيل مجانية لشقة بقيمة بقيمة 120 ألف إسترليني.

2 – كلفة الخدمات 

الرسوم السنوية للخدمات العامة كصيانة الزرع الخارجي والمصعد وتوفير أنظمة الحماية تعادل العشرة آلاف جنيه إسترليني سنوياً للعقارات الفاخرة، في حين أنها لا تتعدى 2500 إسترليني للعقارات العادية. أما إذا كانت تلك العقارات الفاخرة عبارة عن بيوت أو قصور، فإن فواتير الخدمات ستتضاعف. فهي بحاجة إلى صيانة دائمة للمقتنيات الثمينة التي فيها، تضاف إلى ما سبق فاتورة الحراسة السنوية العالية والخدمات الأمنية وخدمات الكونسيرج والعناية بالأشجار الداخلية والخارجية إن توافرت.

3 – بطء البيع 

على الرغم من جاذبية موقعها وجمال تصاميمها وفخامة تشطيباتها، فإن الطلب الأكبر في السوق العقاري على الشقق الصغيرة العملية التي تستوعب معظم طلبات الشراء لكل الشرائح الاجتماعية، لا سيما أن الشقق العادية أسعارها أقل بكثير عن تلك الفاخرة، لذا فإن تداولها أسرع وأسهل.

4 – حساسية أسعارها 

العقارات الفاخرة هي ترمومتر الحالة الصحية للبلد، فهي أول من يتأثر بالحالة الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية. وبمجرد الإحساس العام بأي اضطرابات في تلك القطاعات، فإن العقارات الفاخرة تكون أكثر تعرضا للخسارة في الأسعار بشكل نسبي مقارنة بأسعار العقارات العامة.
وفي عام 2016 تكبدت عقارات وسط لندن خسارة سعرية بمعدل بلغ %7 – %8، فيما تكبدت عقارات الأحياء الثانوية في لندن خسارة بلغت %3 – %4 للفترة ذاتها.

الخاتمة
العقارات الفاخرة اختيار مثالي مصحوب بفاتورة عالية يمكن تجنبها بتجنب شرائها.